نظم في النادي الحسيني ببلدة النميرية بلبنان حفل تقديم وتوقيع كتاب"آخر أيام السكوكع" للمؤرخ والكاتب اللبناني عباس جعفر الحسيني وهو كتاب قدم على أنه يسرد حكايا النساء في الضيعة..
في البداية قدم هاشم إبراهيم الكتاب فسرد لما احتوى عليه من تأريخ لآخر الذكريات في بلدة النميرية وللحكايا ووشوشات أبواب السرّ وهزيج المساطب وعذابات سقوف الطين، مشيراً إلى أن الكاتب الحسيني اغتسل في كتابه بماء الحكايا ورذاذ الهمس المنهمرين، فرسم لنا ببأقلام الفرح الحزين صورا مخضبة بدم النعناع والحبق موشاة بزغردات الطيون والبلان وبخور مريم فكانت صوره تقف على حافة الصوت المترامي إلى آخر الذكريات ملوحة للأيام الغابرة فينبزج العشب ويشع السكوكع، وعلى التراريح تتربع حكايا النساء يسردن للسماء حتى آخر النعاس.
ثم تدخل رئيس بلدية النميرية علي زبيب فأشار إلى القيمة الغنية التي يكتنزها الكتاب حول ذكريات البلدة والحياة القديمة التاريخية والتراثية والبلدية للنساء مع سرد لأدق التفاصيل وللروايات المصبوغة بالبراءة وما رافق ذلك من حديث عن شبابيك وأبواب البلدة القديمة وألوانها والمصطبات داخل الديار أو خارجها المبنية من الطين.
وأعلن أن البلدية تواكب أي عمل ثقافي على مستوى البلدة وتضع إمكاناتها المتواضعة بتصرف المؤرخين والأدباء خصوصا آخر أيام السكوكع الذي أعادنا بالأذهان إلى الدحنون وإلى حي الضيعة وإلى الربيع وأواسط أيار وهو بلا شك يؤكد على الحياة التي لا بد أن نعود إليها لنعود إلى الصفاء الذي كان يتحلى به أجدادنا.
وفي آخر الحفل تم عرض فيلم عن حي الضيعة وفيلم "يللي رحلوا ينعاد عليكم"، ثم وقع الكاتب الحسيني كتابه للحضور.
للإشارة فكتاب "آخر أيام السكوكع" يقع في 213 صفحة من الحجم الوسط و يؤرخ للنميرية بالكلمة والصورة وهو الكتاب الرابع لعباس جعفر الحسيني بعد "عين العرايس" و"إشارات مخلص" الذي يتكلم عن فكرة المخلص عند كل الديانات و"غضب أحمر في بيروت" وهو رؤيا إجتماعية سياسية عن الأوضاع في البلد. و"آخر أيام السكوكع" يتضمن حكايا نسائية قديمة عن النساء في ثلاثينات القرن الماضي وحكاياتهن وتراثهن وعاداتهن وكيفية حياتهن.